صادق مبرمجا .. أو مت وأنت تحاول !
بسم الله الرحمن الرحيم
صادق مبرمجا .. او مت و أنت تحاول ، إخترت هذه
العبارة كشعار لموضوع اليوم ، ليس هدفي من موضوع اليوم ان ادخل بين طيات المبرمج و
المكود و المطور ، فقد جمعت الخواص الثلاث في عبارة مبرمج ، و لك الحق في الأخذ
بعين الأعتبار الشخص الذي سأتحدث عنه اليوم ،
لن ادخل أيضا اليوم معك في تهافتات الأراء التي تقول ان المبرمج لا يدخل في علاقات او لا يصادق الناس و منطوي على نفسه و ما الى ذلك ، فذلك كله كلام فارغ أبتكروه للإنفراد بشخصية هذا العبقري ، حتى انني في هذا الموضوع لا اريدك ان تتخذ نظرة انني اتحدث عن نفسي او احاول ان اكسب الأصدقاء عن طريق هذا الموضوع ، فأولا و أخيرا من منا لا يريد الحصول على بعض الرفقة ؟ لكن علي ان اخبرك انني انا لست بالمبرمج الذي سأتحدث عنه ، ربما لدي بعض الخبرات البسيطة في بعض لغات البرمجة ، لكن لست مبرمجا محترفا .. اذن عن من سنتحدث اليوم ؟ حسنا قد يكون موضوع اليوم يمتثل الى الفكاهة قليلا لكن بكل بساطة سنتحدث عن ذلك الصديق الذي سيفيدك في الكثير من المواقف ، صديق أكتسب قدرات قد لا تتمتع بها أنت ، صديق يمتلك تلك الشخصية الخارقة التي لا يراها الأخرون الا بعد مصادقته .. نعم يا سادة إنه المبرمج :) ... في هذا الموضوع ، سأقدم لك مجموعة من الأسباب التي ستجعلك حقا تبحث عن مبرمجين و تتخذهم أصدقاء لك :) .
لن ادخل أيضا اليوم معك في تهافتات الأراء التي تقول ان المبرمج لا يدخل في علاقات او لا يصادق الناس و منطوي على نفسه و ما الى ذلك ، فذلك كله كلام فارغ أبتكروه للإنفراد بشخصية هذا العبقري ، حتى انني في هذا الموضوع لا اريدك ان تتخذ نظرة انني اتحدث عن نفسي او احاول ان اكسب الأصدقاء عن طريق هذا الموضوع ، فأولا و أخيرا من منا لا يريد الحصول على بعض الرفقة ؟ لكن علي ان اخبرك انني انا لست بالمبرمج الذي سأتحدث عنه ، ربما لدي بعض الخبرات البسيطة في بعض لغات البرمجة ، لكن لست مبرمجا محترفا .. اذن عن من سنتحدث اليوم ؟ حسنا قد يكون موضوع اليوم يمتثل الى الفكاهة قليلا لكن بكل بساطة سنتحدث عن ذلك الصديق الذي سيفيدك في الكثير من المواقف ، صديق أكتسب قدرات قد لا تتمتع بها أنت ، صديق يمتلك تلك الشخصية الخارقة التي لا يراها الأخرون الا بعد مصادقته .. نعم يا سادة إنه المبرمج :) ... في هذا الموضوع ، سأقدم لك مجموعة من الأسباب التي ستجعلك حقا تبحث عن مبرمجين و تتخذهم أصدقاء لك :) .
- الشخصية قبل العقل :
هنالك ذلك الجانب الذي سأتحدث
فيه عن قدرات المبرمج العقلية ، لكن دعني اولا اتوصل بشخصيته الفريدة ، و اعرفك
عليها ، و اخبرك كيف تستفيد منها ، لا تخبرني صديقي ان الصديق ليس هو صديق المصلحة
، فذلك هراء يقال ، فنحن نحتاج الصديق و الصديق يحتاجنا ، لذلك أحسن أختيار
أصدقاءك ، شخصية المبرمج ليست كشخصية لاعب كرة القدم او شخصية عازف الغتار ، فلو
كانت كذلك لرأيته يحرك الطاقات في داخله ليل نهار ، لكنه يحركها بطريقة أخرى
سنذكرها لاحقا، المبرمج ذو شخصية عالية التركيز مبدئيا ، حساسة لأي متغير حوله ،
هادئة في الغالب ، صبورة للغاية ، شغفية و ملهمة ، و لكن رغم ذلك فهي غير منظمة
قليلا ، كل هذه المميزات عائدة بالطبع لكثرة جلوسه وحيدا متأملا في أكواد لا بادئ
لها و لا نهاية ، فقد تعلم من أرقام و عبارات ليست مفهومة مبادئ الصبر و المثابرة
، ليس من ذلك النوع الذي يحب المجادلات و الدخول في نقاشات سخيفة يعرف ان النتائج
ستكون فارغة الهوى لا تسمن و لا تغني من جوع ، لذلك ، أثناء مصادقة هذا الصديق ،
ستسفيد منه شيئان أساسيان : اولا ستحصل على صديق يفكر بعقلانية في المواقف الصعبة
و الهائجة ان صح التعبير ، فأنت لا تحسن أستخدام عقلك أثناء غضبك ، لكنك حصلت على
شخص قادر على فعل ذلك ، وثانيا ، فأعتقد انه و لن تجد صديقا صبورا كهذا الصديق .
انه كنز ذهني صديقي ، فحاول ان تقرصنه بذكاء !
- لا يفكر في المشكل ، بل في
الحل :
كثيرا ما يتجادل صديقان على شيئ
ما او بالأحرى خطأ ما ، أتعجب ان ذلك الخطأ قد حدث فلما الجدال عليه ؟ بل فكر في
حل لتسوية ذلك الخطأ ، قليل من يفكر هذا التفكير ، لكن الكثير من المبرمجين
يمتلكون هذه العقلية ، فقد أخبرتك سابقا ان المبرمج يكره كرها شديدا الدخول في
نزاعات و مجادلات لا طائل منها ، على العكس ، بل يحب الخروج منها بأقل خسائر ممكنة
، و بالخسائر أقصد الوقت ، فالزمن شيئ ملموس عند المبرمج ، صحيح ان وقته غير منظم
، لكنه يحتاج للوقت دائما ، لذلك ، مصادقتك للمبرمج ستسهل عليك الجدال ، فأنت لن
تأخذ معه في مسائل الأخذ و الرد او القذف بالكلمات ، فهو لن يجيبك ، بل سيظل صامتا
، و حين ينبس بشفتيه ، فلن تسمع سوى حل فريد فعال للمشكلة التي بين أيديكم . انه
أشبه بحلال المشاكل ، و بالطبع هذا أمر أكتسبه بواسطة البرمجة ، فهو معتاد على
الوقوع في المشاكل ، لنكن صريحين ، قلما نجد برامج يبرمجها المبرمج و تشتغل في
الوهلة الأولى ، بل سيجد مشاكل اكبر و اكثر مما تعتقد ، ليصارعها هنا و هناك الى
ان يحلها . لذلك صادق مبرمجا ، صادق حلال مشاكل .
- جوابه على لسانه :
المبرمج يحلل كثيرا ، هذا أمر
بديهي عند الجميع ، لكن المبرمج قد أكتسب هذه العادة ، اثناء ذهابه الى احد
اللقاءات او التجمعات مثلا ، فهو يحبك كل القصة التي ستدور بينه و بين الأخرين في
عقله ، انه يفهم السؤال و يجد الإجابة ، في الحقيقة ان صح التعبير بل هو يرغم
الأخر على الأجابة بإجابة هو يدركها من قبل ، فالمبرمج سيطرح سؤاله عليك و ستجيبه
و هو يعرف الأجابة من قبل ، لذلك كما قلت لك انه يحبك الحوار كاملا في عقله ، ليس
لأنه يحلل ، بل لأنه مستعد لأي تغير في الخطة ، نعم خطة ، ليس فقط في الحوارات ،
بل حتى في طريقة مشيه ، اتحداك ان تتخرج في نزهة مع مبرمج و تسأله السؤال التالي :
" لماذا سلكنا هذا الطريق ؟ " او " ما الذي سنفعله هناك ؟"
و أتحداك ان لا يجيبك ، فهو لا يفعل شيئا الا بعد ان يدرس امكانياته
الأجابية و السلبية ،و ان يدرس كل الأحتمالات التي قد تحديث ، انها الIf Else صديقي
، فن لا يتقنه سوى المبرمجون. لذلك مصادقتك لمبرمج سيكون بمثابة مصادقة شخص لا
يتحرك غريزيا او بديهيا ، بل يتحرك بعد دراسة و تحليل و استنتاج ... امر رائع ان
يكون صديقك هكذا .
- لا يعرف كل شيئ ... بل يفهم كل
شيئ :
قلة من الناس يدركون هذا المبدأ
، ان سألت اي شخص : " هل تعرف كيف تطير الطائرة ؟ " ، سيجيبك بكل بساطة
، لا أدري ، و ان اراد ان يتفلسف ستكون إجابته خاطئة بالطبع في حالة لم يدرك
إجابته الصحيح ، لكن هل جربت أن تسأل مبرمجا هذا السؤال ؟ انه حقا لا يعرف كيف
تطير الطائرة ، لكن هل سيدرك ذلك من خلال التفكير ، اتحداك انه سيفعل ، اخبره أي شيئ
في أي ميدان و سيحلله لك تحليلا تاما ، خالي من الاخطاء او الثغرات ، ليس عنده شيئ
مستحيل ، يدرك ان اي شيئ في هذا العالم مبني على أشياء أخرى متصلة بخط طويل ، يبدأ
صديقنا المبرمج من رأس الخيط الى ان يصل لذيله ، ليكون قد سرد لك معظم الأحداث او
التغيرات او حتى التطورات التي حدثت ... و كل شيئ بالطبع مبني على المنطق
..
لم تصدقني ؟ عندما تصادق مبرمجا
و أسأله السؤال التالي : " من يحكم العالم ؟ " سؤال فلسفي ربما اذا
اخبرت أشخاص عاديين سيقول لك بكل فخر و أعتزاز مجموعة ما ، او امريكا ، او يخبرك
انه الإقتصاد ، لكن إن سألت مبرمجا ، فأشك بإمكانية أسكاته من تحليلات منطقية
.
- أكثر شخص يكره الأوراق
؟!
يقولون ان المبرمجين هم أكثر
الأشخاص إهمالا للأوراق ، فهم لا يحتاجونها كل ما يحتاجونه هو حاسوب و لوحة مفاتيح
، هراء ! اتحداك ان تقابل مبرمجا لا يشتغل على الأوراق ، بل حتى انهم من محبي
الإشتغال على الأوراق ، يخطط و يحلل على الأوراق و ينفذك على الحاسوب ، قليلون من
يدركون هذا ... لكنها الحقيقة ، لكن كيف سأستفيد من صديق محب للأوراق ؟ حسنا ،
نظريا هو ليس محبا للأوراق ، و إنما هو إنعكاس لمفهوم ساد لدينا ، يعتقدون ان
مدمني الفيسبوك و الواتساب و مواقع التواصل الإجتماعي هم الفئة الأكثر أبتعادا عن
النمط التقليدي وهو الكتب ، فاذا كانت هذه الفئة اشد هوسا بالحاسوب و أكثر إبتعادا
عن الكتب و القراءة ، فماذا تتوقع من مبرمج اكثر تعمقا في مجال الحواسيب هذا ؟
بالطبع سيكون هوسه اعمق و بعده عن القراءة أكثر من الأخرين ، لكن في الحقيقة انما
هذا مجرد قيل يقال ، أشك ايضا انه في وقت فراغ المبرمجين ، انهم يتناولون احد
الكتب المعروفة سواء في العلم او الفلسفة ، ربما مرة كتاب لأبن خلدون و مرة كتاب
لماركس ، لا يهم نوعية الكتاب او كاتبه ، فما يهمه ان يعرف أكثر في ميدان لا تسبح
فيه الأكواد . لذلك ، ان صادقت مبرمجا ، فأفتخر ، فبجانبك عقل مثقف سائد الأفكار و
فلسفي المناهج .
لماذا الإلحاح على مصادقة مبرمج
؟
ان يكون لك صديق يتمتع بهاته
الصفات ، لهو شبيه الى حد كبير بالمثالية ، اذا كنت تؤمن بشيئ أسمه المثالية و
الكمال ، فهو الشيئ الذي يطمح له اي مبرمج في برامجه ، شيئ مع الوقت ينتقل الى
العروق ليصبح في الحياة العادية ، لتصبح أكواد المثالية التي يكتبها بأطراف أنامله
، تتناقل بين كرات دمه الحمراء ، ليجعلك تكتسب صديقا وفيا ، صبورا ، حكيما ، ذكيا
و مثقفا .. فنعم الصديق .
أتمنى أن تكونوا قد عرفتم من هو المبرمج حقيقة، ولهذا فلا تفرطوا فيه بل استغلوا صحبته قدر الإمكان، وشكرا..
أتمنى أن تكونوا قد عرفتم من هو المبرمج حقيقة، ولهذا فلا تفرطوا فيه بل استغلوا صحبته قدر الإمكان، وشكرا..
المصدر: مـوقع أكوا
ويب
1 التعليقات :
التعليقاتموضووعك المطروح هو فعلااّ من صفات المبرمجين الحقيقيين :)
ردشاركنا برأيك، علنا نواصل التقدم بتشجيعك لنا